النشاط الطلابي بين
الواقع والمأمول
حتى العهد القريب كانت
وظيفة المدرسة منصبة على تزويد الطالبات بالمعلومات المختلفة ثم تطورت هذه الوظيفة
تطوراً جذرياً وأصبحت الطالبة هي محور العملية التعليمية ومن ثم اتسعت وظيفة
المدرسة الحديثة وأصبح هدفها هو تنمية شخصيات الطالبات تنمية شاملة بعد أن كانت
قاصرة على التعليم فقط .
حيث يشغل التعليم في
المدارس دوراً حيوياً ومهماً في الحفاظ على تماسك المجتمع وخلق الانتماء للوطن
ومشاعر الوحدة بين أفراد المجتمع وقد ارتبطت التربية بالمدرسة ارتباطًا وثيقًا فلم
يعد هدف المدرسة مجرد تلقين المعلومات فحسب أو مكاناً تجتمع فيه الطالبات للتحصيل
بل أصبحت المدرسة مجتمع صغير يتفاعل أعضاؤه فيه يتأثرون ويؤثرون ببعضهم لبعض، لذا
أخذت التربية الحديثة في السعي لمساعدة الطالبات على النمو السوي جسمياً واجتماعياً
وعاطفياً وروحياً لإعداد الفرد للحياة في المجتمع والتي لن تتيسر عملية الإعداد أن
لم تتضمن برامج المدرسة ألوانًا من النشاط الثقافي والاجتماعي والعلمي والمهني
والفني وغيرها من الأنشطة المختلفة التي تجعلهن مواطنات صالحات يساهمن مساهمة ايجابية فعالة .
ولقد تغافل الكثير عن دور
الجندي المجهول الذي يمثل الدور الكامل في العمل الدؤوب لتقويم هذه النشاطات
بالمدارس وإبراز مواهب الطالبات وإبداعاتهن عن طريق الأنشطة اللاصفية المختلفة ومن
ابرز هذه الأنشطة الأندية والمسابقات العلمية والثقافية والفنية العالمية على
مستوى العالم أو دول الخليج .
ولعلي اكشف لكن من هو هذا
الجندي المجهول المكافح في ارتقاء هذا المجتمع بكل صمت وانجاز وهو قسم النشاط
الطلابي والذي يعمل به عدد متميز من الكوادر التعليمية المبدعة من مشرفين ومشرفات
في جميع المجالات والتخصصات المختلفة .
حيث يجب على الجميع
الاهتمام بتفعيل دور النشاط الطلابي وإعطائهن كافة الصلاحيات للنهوض بالبيئة
التعليمية ورفع مستوى التعليم من تعليمي بحت إلي تعليمي وعلمي وديني وفني من خلال
البرامج التي تهيئ الفرص للطالبات كي يمارسن ممارسة فعلية للحياة الاجتماعية في
صورتها المصغرة التي تنطبق فيما بعد على الحياة الاجتماعية بشكلها الأوسع، كما
تعمل هذه الألوان من النشاط أيضاً على كشف ميول الطالبات واستعداداتهن وقدراتهن ومن
ثم العمل على تنميتها وصقلها ، وبذلك يمكن الاستفادة الكاملة من طاقات أفراد
المجتمع وزيادة فاعليتهن الإنتاجية وتحقيق السعادة والصحة النفسية لهن والمدرسة
تقوم بفتح أبوابها لقسم النشاط لتأخذ منهن آلية الأنشطة والأفكار التي تساعد على
الإنتاج لتزويد هذا الجيل من المعرفة التي تخدم الوطن والمجتمع الإسلامي .
وفي الختام أحببت أن انوه عن دور النشاط الطلابي في المدارس
الذي يقمن به رائدات النشاط لإخراج جيلاً
متعلماً ومثقفاً دينياً وخلقياً واجتماعياً بالرغم من عزوف بعض المعلمات عن هذا
الدور وتجاهله وعدم التواصل مع قسم النشاط
النبع الذي يروي جميع المدارس بالأفكار والتوجهات للرقي بالأنشطة والبرامج والذي
يحرص كل الحرص على سير عجلة التعليم بالتعلم والتربية بالأساليب والاستراتيجيات
الحديثة في ظل التغيرات والتطورات العالمية .
فحري بنا كمربين فاضلين
أن نكاتف الجهود لتفعيل البرامج والأنشطة اللاصفية بكافة مستوياتها وتنوع برامجها
حتى نصل بها للأمل المنشود ونقطف الثمار اليانعة في ميدان التعليم الرحب سائلة
المولى القدير أن يبارك في تلك الجهود المخلصة ويكللها بالنجاح والحمد لله رب
العالمين ...................